كيف يؤثر علينا الحظ

لقد سمعنا من يقول ان الأمور السيئة تحدث في مجموعات ثلاثية وبعد أول حدثين سيئين أولئك الذين يؤمنون في هذا يبدو وكأنهم يتجولون فقط في انتظار الضربة الثالثة من سوء الحظ. هل يجلبون الحدث الثالث على أنفسهم من خلال الانتظار لذلك الحدث أو أنهم يتصورون بعض الأحداث الأخرى على أنها نتيجة سوء الحظ فقط للحصول على الشيء السيئ الثالث والانتهاء من الانتظار؟ في نهاية المطاف، الأشياء السيئة هي نسبية.

اذاً ماذا عن الحظ الجيد؟ اننا لن نسمع أبداً عن أي شخص ينتظر شيء ثالث من الحظ ليحدث ولكن بعض الناس يعتقدون أن الرقم 3 هو، في الواقع عددا محظوظا. نحن نسمع عن رياضيين اللذين لديهم جوارب محظوظة لأيام اللعب والمباريات لكنهم بكل تأكيد لا يتخلصون من الجوارب المذكورة بعد مرور ثلاثة مرات يرتدونها. لدينا أصدقاء اللذين لديهم نوعا من السحر المحظوظ لكنهم يستمرون في التمسك بهذا البند المقدس ولا نعتقد أنه يحتوي تاريخ انتهاء الصلاحية.

الحظ في الكازينو

أي شخص وقف في أي وقت مضى في كازينو يرى طقوس تهدف إلى جلب الحظ في كل نظرة: الرجل يسأل صديقته الى النفخ في النرد على طاولة الزهر، والمرأة على طاولة الروليت تضع الرهان في يوم ولادة ابنها أو السيدة التي تمر على كل ماكينات السلوتس حتى تشعر بعينيها ان الحظ يصدر من واحدة منها. هل تؤثر هذه على مكاسب الشخص حقا أو انها فقط صدفة حينما يكسب واحد من هؤلاء اللاعبين ضربة كبيرة؟

ماذا يحدث عندما يلعب المقامرين في الكازينوهات على الانترنت ولا يستطيع احد ان ينفخ على النرد؟ لا يزال اللاعبين في كازينوهات الاون لاين على الانترنت يستطيعون الرهان على أرقام الحظ الخاصة بهم، والانتقال من خلال صفحات الانترنت لألعاب السلوتس المختلفة حتى يحصلوا على هذا الشعور المحظوظ، وإيداع المبلغ المحظوظ من المال في حساباتهم عبر الإنترنت أو المقامرة فقط في يوم الحظ.

ماذا يقولون الخبراء

الدكتور مايك ايتكين والبروفيسور ديفيد سفيغيلتار, كلاهما يعمل في جامعة كامبردج, قاموا بتصميم دراسة جديدة في مختبرات بي بي سي BBC في المملكة المتحدة, اختبار المجازفة الكبيرة. هناك شقان لهدفهم: الأول هو أن نفهم كيف تحكم الناس, تتفهم وتحمل المخاطر, والآخر هو لاكتشاف ما إذا كان الإيمان في الحظ يؤثر على مفاهيمنا للمخاطر في الحياة اليومية.

عندما يحدث شيء جيد في يوم معين, يمكن الاعتبار أن هذا اليوم هو يوم محظوظ. مثلاً, لاعبا على طاولة الروليت قد يضع رهانه على عدد مطابق ليوم ولادته (عيد ميلاده)، لأنه يؤمن أن لديه احتمالات أفضل للفوز. في هذه الحالة يقول ايتكين أنه لا توجد وسيلة تبرهن بأن استخدام هذه الإستراتيجية "يمكن أن يؤثر على الاحتمالات أن كنت تريد الذهاب نحو الفوز".

لكن, ايتكين يضيف: " أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم محظوظين فعلاً محظوظين، لأنهم أكثر استعدادا للاستفادة من الفرص المتاحة"

الإيمان بالحظ

في عام 1997, طور اثنين من علماء النفس الكنديون ال- BIGL, المعروفة ب- الإيمان في مقياس الحظ السعيد, الذي يقيس مدى إيمان الشخص بالحظ. هل الحظ هو المحفز لحدوث الأشياء الجيدة أو الحظ هو تعسفي وغير متوقع؟ دراسة أجريت قبل مقياس ال- BIGL تشكك في الفكرة أن هنالك علاقة بين ثقة الشخص ورضاه العام عن الحياة والحظ. ومع ذلك، الناس الذين يعتبرون أنفسهم محظوظين يبدو وأنهم أكثر تفاؤلا وانفتاحا على فكرة "الفاصل المحظوظ" الأمر الذي يجعلهم في نهاية المطاف أكثر تفاؤل ويمنحهم المزيد من الثقة بالنفس.

عندما نقرر أن نأخذ فرصة على شيء ما معظمنا نستخدم واحدة من طريقين: إما أن نقيم المخاطر باستخدام الدماغ ونوع من تحليل المخاطر أو نكون على ثقة من ان أمعاءنا ومشاعرنا ستقودنا في الطريق السليم.

علماء النفس آخرون يؤكدون أن الإيمان في الحظ يمكن أن يساعد الناس على التعامل مع الأحداث العشوائية مثل الحوادث أو الكوارث الطبيعية, حيث تميل الناس إلى ان تكون أكثر ايجابية تجاه الأحداث المؤسفة عندما يكون الوضع خارج عن سيطرتهم.

الحظ مقابل المعرفة

إذاً, ماذا يعني ذلك بالنسبة للاعب سلوتس اون لاين أو للرجل الذي يراهن على فريق كرة القدم المفضل عليه؟ ببساطة, هذا يعني أن المقامرون, بصفة خاصة في حاجة إلى معرفة ما يراهنون عليه. أنهم بحاجة إلى الثقة بأحاسيسهم وفي تصرفاتهم الخاصة، ولكن في النهاية، المعرفة تسوى الكثير. الحظ هو بمثابة دليل قصير المدى للعب القمار. بيد أن وضع رهاناتك مع معرفة احتمالات وقواعد أي لعبة كازينو, في المدى الطويل, ستزيد من رصيد حسابك المصرفي وهذا هو في نهاية المطاف, والسبب الأساسي لذهابنا إلى الكازينو اون لاين!

المصدر اخبار ال- BBC